نجاح الشراكة لا يتطلب علم الصواريخ، ولكنه ليس مجرد تفكير سليم أيضًا
شرعنا في استكشاف لماذا لم يكن النموذج المبارك مثل الشراكة ناجحًا في الحياة الواقعية
نحن نعتقد أنّ “بارتنرشب ايكسبرتس” يمثّل نموذجًا فريدًا من نوعِه، و مشمولًا برعايةٍ خاصّةٍ من الله.سواء تمثّل ذلك في شخصية سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام الذي طلب من ربّه أن يجعل معه أخاه هارون نبيًّا، أم في شخصیّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي عمِل شريكا مع زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها. و هذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أن الشركة حاجةٌ بشرية ، وسنّةٌ جارية، مشمولةٌ برعاية ربّانية خاصة.
و في الحديث القدسي فيما أخرجه الإمام أبو داؤد السجستاني في سننه: -ن – (3 / 264)
“إن الله يقول : أنا ثالث الشريكين ما لم يخُن أحدُهما صاحبَه فإذا خانه خرجتُ من بينهما.” و أيّ استراتيجيّة تجاريّة تكون أفضل من أن نتّخذ الربّ شريكًا لنا في العمل التجاري. طبعًا،ستكون أنجح استراتيجيةٍ بكلّ معنى الكلمة. وإذا كان هذا الحديث القدسي الشريف يُبشّرنا و يبعث التفائل في قلوبنا من ناحيةٍ، فإنه في نفس الوقت يُشير إلى خطَر كبيرٍ. و هو الخطَر الذي يتعرّض له أي نوعٍ من أعمال الشركة بكلّ سهولةٍ. هذا الخطر هو “الخيانة”. الخيانة لا تعني الخديعة فقط، وإنما تعني التخلّي عن المسئولية و التقصير فيها بأيّ شكلٍ من الأشكال. الخيانة آفةٌ مُهلِكة و غير مرئيّةٍ، قلّما نسلَم منها، مع علمِنا بقبحِها و شناعتِها. و هي أشدّ خطَرًا من الخديعة، لأنّ يدَ الخيانة قد تُصيبُنا من حيث لا نعلم و لا نحسُب لها حسابًا.”بارتنرشب ايكبرتس” (Partnership Experts) تهدِف إلى التحوّط من المخاطر المستقبلية الظاهرة و الخفيّة قبلَ أن تُهدّد عمليّةَ الشركة وتعرّضَها للفشل.
وبالتجربةِ، فكما أنّ أضعفَ عاملٍ و أكثرَهم تهاونًا ينفع في ظلّ نظامٍ قويٍّ، فإنّ أنشطَ عامِل و أكثرَهم صِدقًا و إخلاصًا، على العكس، لا يلبث أن يتهاون في غياب نظامٍ جيّدٍ. و نحكي لكم هذا كلّه عن تجربةٍ مماثلة مررنا بها. أبصرتْ أيديولوجيّةُ “بارتنرشب ايكسبرتس” نورَ الوجود في عام 2019 الميلادي، حينَ تساءَلنا: لماذا يبوءُ هذا النموذج التجاري الأمثل بالفشل في أغلب الأحيان، مع كونِه الأنموذجَ الفريد الذي يحظى برعايةٍ ربّانيةٍ؟ وبالدراسة والبحث، فقد توصّلنا إلى أن أكثرَ ما يصير عرضةً للفشل من نماذج الشركة هي تلك التي تخوضُ الميدان التجاري بكلامٍ شفَهيٍّ مُجَرَّدٍ، لا تُعزّزه معاهدات مكتوبةٌ و عقودٌ مُسجَّلة، و بطريقةٍ عشوائيةٍ لا تستند إلى نظامٍ. و كان هذا في الوقت الذي أردنا فيه الدخول في عملية شركةٍ كتجربةٍ ثالثةٍ، و أزمَعنا الخوضَ فيها عن كامل الأهبّة، و سابقِ الاستعداد. و من ثَمّ عكفنا على دراسةِ فنّ الشركة و تعلّم مهاراتِها.
و أخذنا نسير في طريق تعلّمِها، بدءًا من الورشات التجارية الاحترافيّة، و التدريبات العمليّة، مرورًا بالمقابلات الشخصية مع أهلها، و انتهاءًا بالقراءة المتمعّنة فيما يتّصل بهذا الموضوعِ من كتب و مقالاتٍ و أعمِدةٍ. لم نألُ أيَّ جهدٍ في اكتساب المهارات و الخبرات المعنيّة اللازمة. و في نهاية المطاف، أدركنا: ما هي الأخطاء يتمّ ارتكابها بكثرةٍ و بصفةٍ متكرّرةٍ، و ما هي مواضعَ الخلل التي يسقط جرّاءَها مُعظم أعمال الشركة. و أدركنا أيضًا سُبُلَ التوقّي من الوقوع في هذه الأخطاء، و التحوّطِ منها مُسبّقًا.
و قد حانَ أن نضعَ حصيلةَ كلّ هذه الجهود و التجارب و المهارات بينَ أيديكم، متمثّلةً في “بارتنرشب ايكبرتس”. وقد سجّلنا هذه المبادئ والمهارات في بداية الأمر في سجلّنا الشخصي لمعاهدات الشركة. و لكنّها حقّقت كذلك تجاوبًا جيّدًا وملموسًا في أوساط أقاربنا و معارفنا. ونظرا إلى ذلك، فقد قرّرنا على إنشاءِها في شكل مشروعٍ مستقلّ لتقديم الخدمات.
و إن دليل الشريك الخاص بنا (Partner hand book) مزيجٌ رائعٌ من العناصر الثلاثة : الاستراتيجيّة لتجارية، المحاسبة الذاتية، والمراقبة الشرعية. وهو أداةٌ (tool) عمليّةٌ، وليست مجرّدَ حبرٍ على ورق. و لا يستغني عنه أي نوعٍ من الشركة، سواء صغيرة أوكبيرة. ومادام الجهد و الإخلاص حليفَك، فهذا يعني فاتحةَ نجاحك في عمليةِ الشركة.
من نحن؟
نحن فريق من رجال الأعمال الذين يعملون من أجل هدف مشترك. نريد مساعدة زملائنا من رواد الأعمال على تحقيق النجاح المالي بطريقة شرعية واستراتيجية. لسنا خائفين من الخروج من المضمار المهترئ بحيث يمكننا إيجاد سبل جديدة و حلول مفيدة.